إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا
إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا
الحكمة هي البصيرة.. عين العقل.. ولأن الدنيا كبيرة.. ومجاهلها كثيرة.. والعمر محدود.. يستعين العاقل بعيون الحكماء كي يميز بين أفضل الخيرين.. وأهون الشرين.. عند الاختبار والابتلاء معا..
والعقل ضده الحماقة.. والجنون.. فالأحمق قلما يستفيد من تجاربه هو فضلاً عن تجارب الآخرين.. وأهل الجنون في نعيم.. كل الايام عندهم اعياد.. قلوبهم لاتعرف الهموم، ورؤوسهم لاتشيب! وتراثنا العربي والشعبي مليء بأبيات الشعر الحكيمة.. نختار منها غيضاً من فيض:
إن ماتت الأرواح بالهمم استوت .. في موتها وحياتها الأجسام
في الناس أبدال وفي الترك راحة .. وفي القلب صبر للحبيب وإن جفـا
فما كل من تهـواه يهـواك قلبـه .. ولا كل من صافيته لك قد صفـا
إذا لم يكن صفـو الـوداد طبيعـة .. فلا خيـر فـي ود يجـيء تكلفـا
سلام على الدنيا إذا لم يكـن بهـا .. صديق صدوق صادق الوعد منصفا
لكل شيء إذا ما تم نقصان ** فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ** من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد** ولا يدوم على حال لها شانُ
ونَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بنَمَائِها، ....... وللنّقْصِ تَنْمُو كلُّ ذاتِ نَماءِ
وعين الرضا عن كل عيب كليلة .. ولكن عين السخط تبدى المساويا
فإن تدن منى تدن منك مودتى .. وإن تنأ عنى تلقنى عنك نائيا
كلانا غنى عن أخيه حياته .. ونحن إذا متنا أشد تغانيا
والله لو يمحوا الزمان فضائلا ويبيد من طيب الخصال شمائلا
وتغيرت قيم الأنام إلى الردى وتبدلت شيم الكرام رذائلا
ورأيت من باع الأصالة يرتدي ثوبا غريبا مشمئزا مائلا
سأظل وحدى طول عمري ثابتا لا أرتضي للمكرومات بدائلا
سأترك ماءكم من غير ورد ** وذاك لكثرة الوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعام * * رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء * * إذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن * * ولا يرضى مساهمة السفيه
بسطت يد الرجا والناس قـد رقـدوا ... وبت أشكوا إلى مولاي ما أجـد
فقلت : يا أمـلى في كـل نائـبـة ... ومن عليه بكشف الضر أعتـمـد
أشكوا إليك أمـوراً أنت تعلمهـا ... مـا لي على حملها صبـر ولا جلـد
وقد مـددت يدي بالـذل مبتهـلا ... إليك يا خيـر من مدت إليه يـد
فـلا تـردنـها يـا رب خائـبة ... فـبحر جودك يروي كل من يـرد
رحل الكرى عن مقلتى وجفانى وتقرحت لرحيلكم أجفانى
نفسى تتوق إلى اللقاء فإنه يزداد عند لقائكم إيمانى
قدكنت أطمع بإجتماع دائم واليوم أقنع باللقاء ثوانى
ماقلت زوراااا حين قلت أحبكم ماالحب إلا الحب فى الرحمن
يفنى ويذهب كل حب كاذبا وتبدل الأشواق بالإضغان
أما إذا كان الوداد لخالق فهناك تحت العرش يلتقيان
إنى لأذكركم إذا نجم بداااا وإذا ترآآآآآآآى الفجر للعينان
وإذا جلست مع الأحبة سامرا وإذا نظرت إلى أخى بحنان
إنى لأذكركم فيسقط فى يدى فأظل لاأقوى على التبيان
قلى بربك هل صدقت مودتى فلقد صدقتك منطقى وجنانى
ولقد بذلت النصح أقصى قدرتى والعذر عما ليس فى إمكانى
غذوتك مولوداً وعلتك يافعـاً ... تعلُّ بما أدنـي إليـك وتنهـلُ
إذا ليلةنابتك بالشكـو لم أبت ... لشكـواك إلا ساهـراً أتملمـلُ
كأني أنا المطروقدونك بالذي ... طرقتَ به دوني وعيني تهمـلُ
فلما بلغت السن والغاية التـي... إليها مدى ما كنتُ منـك أؤمِّـلُ
جعلت جزائي منك جبهاً وغلظةً ... كأنكأنـت المنعـم المتفضـلُ
فليتك إذ لم تَرعَ حـق أبوتـي ... فعلت كما الجارالمجاور يفعـلُ
فأوليتني حق الجوار ولم تكـن ... عليّ بمال دون مالـك تبخـلُ
إني أُحب أبا حفص وشيعتـه ** كمــا أحب عتيقاً صاحب الغار
وقد رضيت عليا قدوة علمـاً ** وما رضيت بقتل الشيخ في الدار
كل الصحابة ساداتي ومعتقدي ** فهـل علي بهذا القول من عار
حبّ الصحابة والقرابة سنّةٌ ** ألقى بها ربي إذا أحيـانـي
فكـأنما آل النبي وصحبـه ** روح يضمُّ جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعةُ أحمدَ ** بأبي وأمـي تانك الفئتان
فئتان سالكتان في سبل الهدى ** وهمـا بـدين الله قائمتان
تعليقات
إرسال تعليق