يا أبتِ..احترمني..تمتلك ناصيتي..!!

بسملة للمواضيع
عزيزي المربي .. لُطفًا..هل تحترم أبنائك..؟


لعل أسرع إجابة تتبادر إلى ذهنك هي:”من يحترم من؟


أنا أحترم أبنائي؟ وكيف يكون ذلك؟


إن ما كبرنا عليه أن الصغير يحترم الكبير،


والكبير يعطف على الصغير..فما هذا الذي تسألون عنه …؟!


لُطفًا..هل تحترم أبنائك..؟ بقلم محمد


أعزائي..المربين والمربيات


في العام السادس من عمر الطفل يدق باب قلبه السؤال التالي:


(هل الكبار يحترمونني حقًا؟)..فما هي الإجابة لدى كلٍ منا ؟؟


تؤكد الدراسات النفسية أن ثمة حاجات نفسية أساسية يحتاج


إليها كل إنسان صغيرًا كان أم كبيرًا، وتؤكد الدراسات العلمية


الدقيقة أن عدم تلبية هذه الحاجات في مرحلة الطفولة تدفع


بالطفل إلى محاولة سدّها بطرق مغلوطة وغير مقبولة في معظم


الأحيان، كالانطواء على الذات والشعور، أو العدوانية وممارسة


العنف كردة فعل هجومية نحو المحيط الأسري الذي لم يشبع تلك


الحاجات أو يتفهم تلك الدوافع، ومن أهم تلك الحاجات:


حاجة الطفل للشعور بالقبول والاحترام.


[التربية الإيجابية للطفل، د.مصطفى أبو سعد، ص(12)].


لُطفًا..هل تحترم أبنائك..؟ بقلم محمد


وإذا كان الاحترام قيمة خلقية وتربوية هامة،


فماذا تعني هذه الكلمة؟


جاء في المعجم الوجيز: احترمه:


[كرّمه المعجم الوجيز، مادة:حَرَمَ، ص(147)].


إن احترامنا لشخص ما يعني: تقديرنا له، ويعني أحيانًا اهتمامنا به،


ويعني أحيانًا ثالثة تكريمنا له. إذًا الاحترام يدور بين معاني:


التقدير والاهتمام والتكريم.


[الاحترام..معالمه وتربية الناشئة عليه، د.عبد الكريم بكّار، ص(6)].


لُطفًا..هل تحترم أبنائك..؟ بقلم محمد


إنه خَلْقٌ كريم..يستحق الاحترام:


ما أن ولد الطفل حتى صار من “بني آدم” والله عزّ وجلّ قد كرّم بني آدم،


قال تعالى:


{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ


وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}


[الإسراء:70]،


فلابد إذًا أن نكرمه ونعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه ذات محترمة..


بمعنى أن نحترم “الإنسان” في ذات الابن!!


والإنسان بفطرته يتوق إلى من يشعره بأنه كريم،


ويحترم إنسانيته، والابن ـ على وجه الخصوص ـ يسعى


للحصول على الاحترام والتقدير من والديه، ويكره أن يستهين


به أحد، أو أن يحقره، ويحس بألم وضيق نفسي إذا تلقى ذلك


الأسلوب في التعامل، ويسعى لتلافيه ما استطاع.


[اللمسة الإنسانية، د.محمد بدري، ص(576)].


لُطفًا..هل تحترم أبنائك..؟ بقلم محمد


عدم احترام الأبناء قد يؤدي إلى جنوحهم..!


إذا اغترب الطفل عن والديه؛ فلن يكون لديه إساس بالقيم


والضمير، وإذا ضعفت الرابطة بالوالدين ازدادت احتمالات


السلوك الجانح، وإذا كان الفقر هو أم الجريمة، فإن نقص التقدير


السليم هو أبوها..وإن الشخص الذي يلفظه مجتمع ما،


يبتلعه مجتمع آخر.


لذلك يعدّ خبراء التربية، ويؤكد لنا الواقع أنّ انتهاج عدم الاحترام


والتقدير للأبناء كأسلوب غالب للتعامل معهم؛ من أقوى أسباب


اتجاههم نحو الجنوح والانحراف، حيث أنّ إهانة الطفل،


والاستخفاف به، وإذلاله يولد لديه مناعة ضد كل النصائح التي


تلقى عليه من الوالدين، مما يدفع به لالتماس المدح وتقدير


الذات والمواهب من الآخرين، وفي هذا خطر كبير علي الأبناء،


لأنه يساعدهم على الانسلاخ من المجتمع الأسري،


ويؤدي بالتالي إلى طاعة رفاق السوء، والإستجابة لتوجيهاتهم،


التي غالبًا ما تؤدي بهم إلى طريق الإنحراف وصور الجنوح


المختلفة.


[كيف نربي أبناءنا بغير ضرب؟، محمد نبيل كاظم، ص(63)].


بينما نجد أن احترام إنسانية الابن، والتعامل معه على أنه عضو


محترم من أعضاء الأسرة، يعد من أقوى وسائل جذبه ناحية


الأب والمربي..ومن ثمّ فهي الطريقة الأمثل لوقايته وإصلاحه،


بل إنه يمنحه ما يشبه اللقاح ضد مصيدة الجريمة، والعنف،


والفشل الدراسي، وغيرها من المخاطر التي يخشاها المربي


على ولده.


لُطفًا..هل تحترم أبنائك..؟ بقلم محمد


خير المربين يقدر الصغار:


ولقد لفت النبي صلى الله عليه وسلم نظر الأمة إلى مسألة احترام


كيان الطفل وتقديره من خلال أقواله صلى الله عليه وسلم،


ومن خلال سلوكه الشخصي، ومن خلال تعامله مع الأطفال،


وفي ذلك يقول أنس رضي الله عنه:


(إن كان النبي صلى الله عليه وسلم لَيخالطنا حتى يقول لأخٍ لي


صغير:”يا أبا عميْر..ما فعل النغيْر؟)


[رواه البخاري]،


وذلك ليعلم الأمة كيف يكون التنزّل لمستوى الصغار،


والاهتمام بالأشياء التي يهتمون بها.


وإذا كان عدم احترام الآباء لأبنائهم كثيرًا ما يظهر في اللغة التي


يتحدثون بها معهم، خاصة بعد أن يصدر عنهم ما يعتبر مخالفًا


لرغبات الآباء والكبار فلقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم


إلى ذلك أيضًا، فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:


(مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي بكروهو يلعن بعض رقيقه،


فالتفت إليه وقال لعانين وصديقين كلا ورب الكعبة،


فعتق أبو بكررضي الله عنه يومئذ بعض رقيقه


، قال ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لا أعود)


[صححه الألباني في صحيح الترهيب والترغيب، (2785)]،


وبالطبع بالابن أولى بحسن الخطاب من الرقيق، فهو وإن كان


صغيرًا إلا أنّ له مشاعر كاملة، والكلمة الجارحة لها وقع أليم


على نفسه، لا يقل عن ألم وقع السياط على بدنه الغض الطري.


لُطفًا..هل تحترم أبنائك..؟ بقلم محمد


فلننتبه عند تعليمهم وتوجيههم:


لأن الغرض التربوي من نقد سلوك الطفل أو هيئته أو أسلوب


كلامه هو مساعدته على التصويب والوقوف معه في المواقف


الحرجة حتى يتجاوزها، ثم توجيهه ليتعلم منها، وليس إذلاله


وإهدار كرامته بانتقاده أمام الآخرين، أو استخدام أسلوب


السخرية اللاذعة، أو الهجوم وعدم الإستماع إلى وجهة نظره،


بل سبيلنا النقد السرّي الودود المهذب، الذي لا ينتقص من كرامة


الطفل أو يحرجه. [موسوعة التربية العملية للطفل،


هداية الله أحمد شاش، ص(438)].


لُطفًا..هل تحترم أبنائك..؟ بقلم محمد


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطة جهنمية للزواج من الثانية - ممنوع دخول النساء

معنى كلمة وديمه

لماذا يسمى الحمار مصري