قصة الطفل الذي تسبب في مقتل والده

            
              

  الطفل يبلغ من العمر أربع سنوات وسبعة أشهر، أطلق النار على والده فاخترقت الرصاصة رأس الأب وأنهت حياته، الحادث الذي أثار موجة من الدهشة والذهول في محافظة العارضة ، بالمملكة العربية السعودية , والتي انتقلت تداعياتها إلى كافة الوسائط.. ويذكر جدة لوسائل الاعلام , بأن نواف طفل وديع، بل هو أقرب الأولاد العشرة لقلب والده الراحل، الذي ظل يغمره بالهدايا برغم بساطة حالته المادية، حيث يعمل بسيارته الخاصة للإنفاق على أسرته الكبيرة».

ومن الهدايا التي ظل يتلقاها نواف من والده مفرح الراحل ، مسدسات البلاستيك واللعب الصغيرة، وفي ذلك النهار مارس الصغير هوايته في محاربة طواحين الهواء، لكن الطلقة النارية الطائشة استقرت في جبهة والده الراحل.. فسادت حالة من الفزع في محيط الأسرة والجيران وتدافعوا إلى الغرفة إثر دوي الرصاصة ليجدوا الأب وسط بركة من الدماء فيما ألقت القوة الارتدادية للسلاح الناري مطلقها، نواف، إلى الخلف. طبقا للوقائع فإن الافتراضات تشير الى أن الأب عاد من يوم عمل شاق، في اللحظة كان الصغير يعبث بالسلاح الناري الخطير، فتنبه الأب إلى أن نواف يقترب بأصبعه من الزناد، فحاول استدراك الأمر في آخر لحظة فاندفع لمنعه لكن أصبع الصغير كانت أقرب فضغط.. وسقط الأب ومات.

ولقد تجمعت الزوجات الثلاث حول الزوج المسجى وفي رأسه جرح غائر نازف، ويقول الجار محمد القيسي، «تنبهت إلى أصوات صراخ واستغاثة فركضت إلى منزل جاري مفرح ووجدته ملقى على الأرض والدماء تنزف منه، فما كان مني الى أن طمأنت أهله بأنه بخير وطلبت من النساء مغادرة الغرفة، وفي لحظات وصلت الأجهزة الأمنية ونقلت الجثة إلى المستشفى العام
.
  لم يكن نواف يعلم أن الأداة التي في يده أداة قتل»، نواف الذي كان يلهو في البيت، لا يعرف حجم الفجيعة التي أحدثها بتصرفه الطفولي البريء، وعندما سئل أين أبوك؟، قال والبراءة تشع من عينيه «أبي في المستشفى بكرة يجيب لي لعبة».


فيما حذر عددٌ من الاختصاصيين النفسيين من مصير نفسي خطير ينتظر الطفل، ووصف مختصون بأن الطفل  ضحية، مؤكدين أن هناك أهمية قصوى في إخضاعه لعلاج نفسي بهدف إعادة تأهيله؛ كي لا يتسبب له هذا الحادث في مأساة تجعله يعاني آثارها مدى حياته.

وأكدت اختصاصية نفسية، أن الحالة ستؤثر في حالة الطفل، مشيرة إلى أنها لا تتوقع أن يكون الطفل قاصداً قتل والده، بل نتيجة فعله وتعامله مع المسدس كلعبة، مبيّنة أنه سيتأثر بحالة نفسية فيما بعد الحادثة، خصوصاً أن الاعتداء جاء منه، مما يضاعف الحالة.
وأضافت أنه في هذه الحالة يحتاج إلى علاج نفسي مكثّف منذ البداية، لافتة إلى أن الإنسان قادر على تجاوز الصدمات، ومبيّنة أنه من المفروض أن يتولى الأطباء من الآن علاجه.

 رئيس المحكمة الجزئية بمنطقة جازان قال «أرى أنه لا ينبغي إصدار حكم بحق الطفل المتسبب في قتل والده حتى ولو كانت الجريمة مشابهة لما يقدم عليها الكبار، وذلك لكونه طفلاً وغير مكلف وعمره دون سن البلوغ أو الرشد المحددة بسن الخامسة عشر فما فوق، وإذا كانت هناك عقوبة قد تصدر بحقه فإن قاضي الأحداث هو المكلف بتطبيقها أو رفعها عنه»

وأضاف «أن الطفل لا يتحمل المسؤولية تجاه ما حدث لأن هناك تهاونا من الأسرة بأكملها أدى إلى وصول الأمر الذي جعل الطفل تصل يداه إلى مسدس حقيقي وبداخله رصاص، مشيرا إلى أنه يجب على كل ولي أمر أن يرفع السلاح أيا كان نوعه بعيدا عن متناول الأطفال , وأن يحفظ في مكان آمن.

من جانبه أكد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان بالنيابة الرائد عبدالرحمن الزهراني أن الطفل لم يتم القبض عليه، وهو موجود لدى أمه في المنزل وأن السلاح المستخدم هو مسدس مرخص يحمل اسم والده (المجني عليه)

يذكر أن الأب المجني عليه يسكن مع زوجاته الثلاث في منزل بإحدى القرى التابعة لمحافظة العارضة ولديه من الأبناء 16 وهو عاطل عن العمل ويبلغ من العمر حوالي 35 عاماً

      





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطة جهنمية للزواج من الثانية - ممنوع دخول النساء

معنى كلمة وديمه

لماذا يسمى الحمار مصري