تصدوا للفتنة يا شعبي الإمارات وشعب قطر الشقيقين

 
 

 
لطالما تغنينا بخليجنا الواحد وتفاخرنا أمام الدول المعادية بأننا شعب واحد ، تجمعنا أعراف وتقاليد واحدة ، وامتدادات عرقية على مر الأزمان.
 
لكن اليوم ، أصبحت هناك فجوة خليجية بعدما كنا على وشك أن ننتقل الى مرحلة الإتحاد لنشكل قوة دولية كبرى تهابها الأمم كما كنا منذ قرون مضت ، فالتاريخ يتكلم عن نفسه ، والفتوحات الإسلامية لا تزال آثارها قائمة الى هذه اللحظة ، بينما تفرقت في هذه الأيام دول إسلامية وانهارت وتقسمت الى جماعات وأحزاب تسودها الصراعات الداخلية المستمرة ، وباتت تقتل بعضها البعض ، وهذا ما ترموا له تلك الدول المعادية.
 
لا يخفى على أحد بأن هناك أيادي خفية وراء تردي الأوضاع في المنطقة الخليجية ، وأصبحنا اليوم نتبادل الإهانات والكلمات الجارحة ، وهذا هو الخزي بعينه.
 
لقد أصبح شعراء اليوم يتبادلون فيما بينهم الشتائم والكلمات السوقية التي تنم عن مدى إنحدار وتدني الثقافة الفكرية التي وصلنا لها.
 
لم تكن تلك هي خصالنا ، ولم يأمرنا بها ديننا الإسلامي الحنيف ، ولم تكن كذلك في زمن الجاهلية.
 
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم فاختلفوا وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه
قالوا كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك؟
قال تأخذون بما تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون على خاصتكم وتذرون أمر عوامكم
 صححه الألباني
 
و المقصود أن يأخذ الإنسان بما يعرف انه الحق و لا يدور في فلك الشبهات و لا يصغي للبدع و أهل الأهواء و مصدره في ذلك الكتاب و السنة .
 
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث
 
 "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً
 كتاب الله و سنتي"
 
فمن هذا المنطلق لا يجب علينا أن نرد الإساءة بمثلها كما يفعل الشعراء اليوم وبعض العيان ، بل نتذكر قول أبي تمام :
 
إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ
رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ
وما مِنْ شِدَّة ٍ إلاَّ سَيأْتي لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ
لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ
إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولى بَدا لهمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ
إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ
لئيمُ الفعلِ من قومٍ كرامٍ لهُ مِنْ بينهمْ أبداً عُوَاءُ

 وقول الشاعر


يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبة


لقد أطلقنا العنان لألسنتنا وأقلامنا ، وأصبحت الشتائم والإهانات
بين شعوب المنطقة تملأ وسائل التواصل الاجتماعي
 
فنحن من حقنا أن نعبر عن عدم رضانا بما يقترفه البعض في حق شعبي الإمارات وقطر وشعوب المنطقة ولكن كما أمرنا الشرع
 
 "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} (النحل/125).
 
لقد أصبح الرأي العام شريكا حقيقيا في هذه القضايا، ولم يعد قاصر على قنوات الاتصال الثنائية ، ما يسهم بشكل أو بآخر في التأثير على جوهر الخلافات وطريقة إدارتها.
 

الأفراد العاديون في تويتر وفيس بوك والواتس أب وغيرها يعبرون عن مواقفهم ، منهم من يعبر بشكل أو بآخر عن مواقف الحكومتين ، وآخرون يذهبون إلى أقصى مدى وبشكل متطرف في بعض الأحيان مما يؤدي الى نتائج سلبية على الشعبين الإماراتي والقطري الشقيقين رغم الخلافات التي لا تعكس بشكل أو بآخر آراء الشعوب.
 
وصيتي لكم
 
لا تتبادلوا مقاطع اليوتيوت والمقالات التي تسخر أو تنال من كرامة الشعوب ، فأنتم بذلك تساهمون في خراب الديار ، وتفكك شعوب الجوار ، ولنتذكر مجددا هذه الكلمات:
 
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا؛؛؛
يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
 


بقلم ريح الشرق




  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطة جهنمية للزواج من الثانية - ممنوع دخول النساء

معنى كلمة وديمه

لماذا يسمى الحمار مصري