أنماط من الدوافع النفسية للجريمة

بسم الله الرحمن الرحيم
تشير الدراسات والأبحاث أن الجرائم بحجمها وأنواعها في ازدياد عالمي مضطرد خاصة في دول العالم الثالث من جرائم القتل والسرقة والاحتيال، والمشاجرات. ومع أن الجرائم بشكل عام لها دوافعها الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية إلا أن للعوامل النفسية دورا بارزا في بعض أنواع الجرائم المتعلقة بالقتل أو الانتحار.

فجرائم قتل الآخرين ثم قتل النفس بالانتحار تندرج تحت المرض النفسي. فأن يُقدم شخص على قتل أبنائه أو زوجته ثم قتل نفسه , فهذا فعل يتسبب عن الداء الكآبي الشديد المعروف بالكآبة الذهانية»»Depressine Psychosis والتي تتميز حالتها بوجود اكتئاب شديد.

وفي اغلب الأحيان يعيش المريض عزلة اجتماعية ويتقوقع على الذات , ويعيش اوهاما كآبية، ومعتقدات خاطئة من أخطرها الاعتقاد انه يسبب الشقاء للأبناء أو الزوج , أو أن الأبناء والزوج يعيشون الشقاء وستحل بهم النوائب والمصائب.

ولذلك يُقدم من خلال هذا النمط الفكري المرضي الاعتلالي الذهني على قتل أفراد الاسرة ثم الانتحار , لاعتقاده الوهمي بأنها الوسيلة المثلى والسليمة للخلاص من العذاب والشقاء.

وأما الفصام العظامي «Paranoid Psychosis» فالشخص يبدو فيه للآخرين بأنه طبيعي إلا انه لا يثق بالمحيطين به. و يحذر من الجميع، ويتعامل معهم عن بُعد، يحمل الحقد والضغينة، شكاك، فاذا اعتقد (وهميا) بان احد المحيطين يريد النيل منه يُقدم على تعنيفه إلى درجة تصل للقتل , ويعيش حالات من الهلوسة مع نفسه.

 وكذلك الحال بالنسبة لما يعرف بداء «الغيرة الزوجية الذهاني» « Pathological Jealousy « حيث يحمل الزوج في ذهنه فكرة ديمومتها الشك بأن شريكة حياته تخونه ولها علاقات مع الآخرين، فيضل يراقبها عن بعد، يداهمها فجأة، يفتش غرفة نومها، وهاتفها الخلوي للحصول على أية أدلة.

 انه يعيش وهم الخيانة الزوجية وبدون أدلة. فتبدأ حالة مواجهة الزوجة، وتعنيفها، وفي الدرجات القصوى تصل إلى درجة القتل , وتمتاز هذه الحالة المرضية بالكتمان للوهم الداخلي، وعدم اضطراب العلاقات الاجتماعية مع الآخرين , إذ يبدو الشخص طبيعيا حتى لدى بعض الاطباء النفسيين مما قد يخدع الطبيب في نفسه.

أما بالنسبة للفصام العقلي ففي كثير من الأحيان تكون الهلوسة السمعية «Command hallucination» آمرة  كأن تقول له اقتل فلانا لأنه يريد إيذاءك، أو نتيجة للأوهام بان مؤامرة ما تحاك ضده من قبل فرد أو مجموعة فيُقدم المريض بعض الأحيان نتيجة لحالة الرهبة الشديدة المتغلغلة في ذهنه إلى الإقدام على قتل الآخرين.

ولحالات الهوس « Mania» الشديدة خطورة عالية في الإقدام على القتل، حيث المزاج المتصف بالزهو، والتهور وسهولة الاستثارة، والشعور بالنشوة العالية وغلو الثقة بالنفس، ووهم القدرات والأهمية الشخصية والتميز، والإسراف مع فقدان القدرة على التحكم بالسلوكيات والمغامرات المصيرية من زواج أو طلاق أو بيع أو شراء....الخ.

انه يشعر انه لا حدود له، وان أية استثارة قوية تعكر صفو هذا الشعور يشكل خطورة على الشخص المستثير تصل إلى درجة القتل وهذه الشخصية النفسية معرضة أكثر من غيرها من الناس للانغماس في المخدرات والمسكرات للحصول على مزاج أعلى وبالتالي احتمالية المزيد من وقوع الجريمة .

فالمخدرات خاصة المنشطة مثل الامفتامين، والكوكائيين والمواد المهلوسة كثيرا ما تؤدي الى اضطراب الترجيح العقلاني والتهور وقتل الآخرين.

وأخيرا فان بعض أنواع اضطراب الشخصية خاصة الشخصية ضد الاجتماعية، أو السادية، أو العظامية كثيرا ما يشوب سلوكياتها السلوك الإجرامي خاصة القتل في ظل الظروف الضاغطة نفسيا أو الاصابة بالكآبة او تحت وطأة استخدام المخدرات والكحول.

بمناسبة رمضان تواقيع وجمل إسلاميه بالجليتر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطة جهنمية للزواج من الثانية - ممنوع دخول النساء

معنى كلمة وديمه

لماذا يسمى الحمار مصري